بعد ان تعرفنا على احد موديلات السائقين فى الحلقة السابقة نتعرف اليوم على النوع الثانى:
النوع: مدام اعتماد يا حيوانات(اسمها كدة لان كلمة"يا حيوانات" على طول على لسانها بمناسبة وبدون)
ملامح هذا الموديل: مدام اعتماد هى واحدة من طابور المدامات المربعات الذين يملأن السمع والبصر فى ربوع المحروسة، عادة ما تكون على درجة وظيفية تتراوح من الدرجة الثالثة الى الأولى ، تعمل فى احدى الهيئات الحكومية على غرار: الهيئة القومية العامة للشئون التعاونية" والتابعة لوزارة الدولة للشئون الإقليمية هذا النوع من المدامات له شكل لايتغير تقريبا فهى ذات وجه مستدير قمحاوى اكسبه الزمن والاحباطات المتتالية ملامحا قاسية تتضح فى نظرة العينين النارية المتشككة والتجعيدتين القاسيتين التى حفرتا مكانهمها على جانبى فم مدام اعتماد، ترتدى مدام اعتماد
بلوزة مشجرة برزاير وجيبة طويلة سادة لونها لا يخرج عن الرمادى او الأسود او الكاكاوى وطرحة سادة تلفها بطريقة تقليدية ان كانت من المحجبات، او تلف شعرها الذى توجته خصلة واحدة بيضاء فى شكل كحكة ان كانت من غير المحجبات
بلوزة مشجرة برزاير وجيبة طويلة سادة لونها لا يخرج عن الرمادى او الأسود او الكاكاوى وطرحة سادة تلفها بطريقة تقليدية ان كانت من المحجبات، او تلف شعرها الذى توجته خصلة واحدة بيضاء فى شكل كحكة ان كانت من غير المحجبات
حصيلة مدام اعتماد فى الحياه هى ثلاثة اشياء، زوج بائس لا ادرى كيف اقنعته بارتكاب تلك المصيبة الكبرى فى حق نفسه والزواج منها، وثلاثة او اربعة من الأطفال الإرهابيين فى سن المدارس، وتلك السيارة التى ابتلينا بقيادة مدام اعتماد لها، والتى إما انها تدفع اقساطها لبنك ناصر الإجتماعى من حصيلة ما يتم تمريره لها من اموال تمثل نصيبها فى تسليك اعمال المؤسسة التى تعمل بها، او ان زوجها هو الذى يدفع الأقساط بعد ان هددته مدام اعتماد بالويل والثبور والخلع الميسور ان لم يشترى لها الآلة سالفة الذكر
نظرة مدام اعتماد للحياه تنعكس على اسلوبها فى القيادة، فمدام اعتماد مقتنعة انها دائما وابدا لم تحصل على ما تستحق من الحياه، وانها كانت تستحق افضل من ذلك مما إلتهمه كل ذلك القطيع من الحيوانات ناقصى الأخلاق والأدب والتربية الموجودين حولها فى كل مكان ، كما انها مقتنعة دائما ان الزمن لم يعد ابدا كما كان ، الى جانب ذلك فإن مدام اعتماد تؤمن بالحركة فى الحياة فى اتجاه واحد فقط هو الامام، افكار المناورة والمرونة والتراجع التكتيكى لا توجد فى قاموس مدام اعتمادولذلك فأنها تتعامل مع الطريق باعتباره ملكية خاصة ورثتها من السيد الوالد، فنظرتها للطريق لا تختلف عن نظرتها للطرقة الموجودة فى بيتها بين الحمام وغرفة النوم، فمثلما انه لا يوجد كائن فى المنزل او خارجه يستطيع ان يجبرها ان تسير على يمين غرفة بيتها، ومثلا لا يجيز اى عرف اخلاقى لأى شخص يجرى فى الطرقة ان يصيح لها لتفسح له الطريق، فانها لا تقبل فكرة ان يختلف الطريق عن طريقة بيتها فى هذة المسألة ، فإذا تصادف ان كانت مسيرتها بالسيارة فى الشارع على اليسار-وهو امر لا يشغلها اطلاقا ان كان مكانها فى الطريق يمينا او يسار او فى اى داهية كانت- وبدأ احد الحيوانات الضالة الذى يركب السيارة التى خلفها فى النباح بنفير سيارته او اطلاق الأضواء لكى تفسح له الطريق،فإنها- ومن منطلق عدم استيعابها لفكرة ان يشاركها احد تلك الحيوانات الضالة فى ملكيتها الخاصة من الطريق- تكتفى بان تنظر فى مرآة سيارتها هى ترفع حاجب الصلف الأيمن لتتفحص نوعية وسلالة وفصيلة ذلك الكائن الهمجى الذى بلغت به الصفاقة محاولة ازعاجها فى ملكوتها الخاص، ثم تمصمص شايفها بتلك الطريقة المدامية المصرية التى نعرفها جميعا مترحمة على الزمن الجميل والأيام التى لن تعود، هذا اذا كان مزاجها رائقا، اما ان كان مزاجها السامى ليس على ما يرام بسبب سيجارة البانجو التى وجدتها بالأمس فى درج المحروس الضغير، او بسبب ان زوجها اصبح مثل البيت الوقف، لا هو قادر على العمل لتبتزه ولا هو يريحها ويموت لترثه، فتنعكس تلك الحالة من قلة المزاج على البائس الذى قدر له سوء حظه ان يتعدى على املاكها الخاصة، فتبدأ مدام اعتماد وصلة من السرسعة التى لا يفهم منها اى شئ مع الكثير من المؤثرات البصرية مثل تلويح بالأيدى وتعبيرات بالوجه تكاد تحرقه هو وسيارته لو كانت التعبيرات تحرق،
حالة الصلف المزمنة وعدم المرونة التى تعانيها مدام اعتماد تظهر دائما فى موقف شهير جدا هو موقف التقابل بسيارتين وجها لوجه فى شارع لا يسمح بمرور سوى سيارة واحدة ، فمدام اعتماد التى دخلت للتو فى طريق ضيق، ترى بوضوح السيارة التى قطعت نصف الطريق من الناحية الاخرى، ومع ذلك فهى لا تنتظر ، ولا تستغل فرصة وجود فسحة فى الطريق تسمح بالانتظار للحظة لكى تمر هى والسيارة الاخرى ، لكن تستمر فى التقدم مدفوعة باقتناعها الشديد ان الطريق طريقها-كدة بالعافية- وانه من غير المسموح لأى من تلك السلالات الأدنى مرتبة التعدى على حقها المقدس فى الطريق الذى كان يوما جزءا من ابعدية السيد والدها، وتنتهى المسيرة بالسيدة اعتماد وجها لوجه امام الكائن المتخلف تطوريا الذى يسد عليها الطريق، المهم انه ما ان يحاول الكائن العاثر الحظ حل المشكلة وديا باقناع مدام اعتماد بأنها هى الأقرب للمخرج وانه كان يمكن تلافى كل هذا بلحظة انتظار، حتى ينطلق كلاشينكوف السرسعة من لسان مدام اعتماد سريعة الطلقات عن الحيوانات التى جائت على آخر زمن لكى تعلم اولاد الأصول ما لا يعرفون من قوانين المرور ، وبعد ان ينتهى وابل طلقات مدام اعتماد يضع الكائن المسكين نفسه فى سيارته ويعود كيلومترا كاملا للخلف ليوفر على نفسه المزيد من المهانة التى يمكن ان يلقاها من السيدة اعتماد التى طالما انها هى التى تتكلم فلا مشكلة، اما لو فتح هو فمه ببنت شفة لأمتلأ الشارع بأولاد الحلال الذين لا تعرف من اين ينبتون لكى يسوموه الخسف من جراء ما ارتكب فى حق هذة الأنثى الضعيفة
من احلى التجارب التى مررت بها فى حياتى، وان كان مرورى بها قليل جدا، هى تجربة مشاهدة مشكلة مرورية طرفيها الإثنين من النوعية مدام اعتماد ، واقسم انها كانت معركة تطايرت من هولهاالشهب وانفجرت من جراءها النجوم وابيضت من دويها الثقوب السوداء فى المجرات البعيدة
وقاناالله واياكم مهانة التعرض للسان مدام اعتماد
(بالمناسبة : ليست كل سيدة تقود سيارة هى مدام اعتماد ، لكنه مجرد نموذج موجود لكنه بالطبع لا يمثل الا نسبة محدودة من قائدات السيارات ، والتى احمل لمعظمهن كل تقدير واحترام)
والى اللقاء مع الموديل التالى من السائقين
No comments:
Post a Comment